بعد خروج منتخب الامارات من بطولة كأس آسيا، وجب التفكير مليا ليس بالنتائج، وإنما بالأداء الذي بات مقلقا، رغم مسحة التفاؤل التي ملأت الأرجاء عشية انطلاق البطولة.
المنتخب الإماراتي كان يعول عليه كثيرا قبل انطلاقة البطولة، بل ووضع ضمن المرشحين للمنافسة على اللقب، وذلك كونه يحمل إرثا مميزا من النتائج من خلال الجيل الحالي الذي وصل إلى كأس العالم للشباب ثم حقق فضية الألعاب الآسيوية وبعدها تأهل إلى أولمبياد لندن قبل الفوز بكأس الخليج الـ21 في البحرين.
أداء الليث الأبيض كان مختلفا نوعا ما في أستراليا، حيث وضحت بعض المشكلات التي قد تهدد حظوظه قبل الدخول في أتون تصفيات مونديال روسيا 2018:
إحتراف اللاعبين خارجيا
البطولات الكبرى تحتاج إلى لاعبين من نوعية خاصة، وهم اللاعبون المتحرفون في بطولات قوية خارج حدود الدول، والكرة الإماراتية لا يوجد فيها أي لاعب محترف خارجيا، وبالتالي فإن خبرات اللاعبين تقتصر على الاحتكاك في البطولات المحلية، وهو أمر قد يفيد المنتخب كثيرا، حيث لاحظ الجميع أن المنتخب الاسترالي الذي قهر منتخب الامارات كله من المحترفين في أقوى دوريات العالم، وكانت لهم كلمة الفصل في الحسم.
الامارات تحتاج إلى التعاقد مع وكلاء لاعبين متميزين قادرين على تسويق اللاعبين خارجيا، ويأتي في مقدمتهم النجم عمر عبد الرحمن الذي تتجاوز إمكانياته حدود الإمارات ويحتاج لمن يأخذ بيده خارجيا.
رفع المواصفات البدنية
ظهر الفارق جليا بين لاعبي المنتخب الإماراتي ولاعبي منتخبات شرق القارة الأسيوية من ناحية اللياقة البدنية والقوة العضلية، وهو أمر يتطلب من القائمين على الكرة الإماراتية الدفع باتجاه خطط لبناء اللاعب الإماراتي من حيث التغذية واللياقة البدنية والقوة العضلية بحيث يكون قادرا على التغلب على الخصم في الاحتكاكات المباشرة ويستطيع اللعب لمدة 90 دقيقة دون تراجع مخزون اللياقة.
البحث عن الهداف
وضح أن هناك مشكلة في المهاجم الهداف بالمنتخب الاماراتي، حيث عانى الفريق من إضاعة العديد من الفرص داخل صندوق الجزاء، ولعل الدور الرئيس هنا يقوم به أحمد خليل الذي يعاني أداءه من تذبذب انعكس على نتائج الفريق، كما ثبت أنه لا يوجد اللاعب البديل القادر على تغيير النتيجة، والأمر يحتاج من المدرب علي مهدي توسيع الخيارات وعدم التركيز على لاعب بعينه حتى لا تتكرر الأخطاء ذاتها.
تعزيز الجهاز الفني
أخذ الجهاز الفني الوطني بقيادة المدرب مهدي علي فرصته الكاملة في عملية الاختيار والإعداد والمشاركة، لكن كشفت بطولة آسيا الأخيرة أن الفريق بحاجة إلى رؤى أكثر بعدا وعملا إضافيا قد يتجاوز القدرات المحلية الحالية، وهو ماقد يتطلب وجود رؤية فنية تواكب هدف التأهل لنهائيات كأس العالم، ولو بإضافة مستشار فني يتمتع بخبرة ورؤى تضيف للجهاز الحالي.
بعث الحياة في البطولات المحلية
رغم تعاقد الأندية الإماراتية مع لاعبين محترفين على مستوى عال من الخارج، إلا أن البطولات المحلية وبشكل خاص بطولة دوري الخليج العربي ما زالت تعاني من ضعف الإقبال الجماهيري وتذبذب المستوى، ورغم اقتراح خطة تشفير لبعض المباريات المهمة في الدوري لتحفيز الجماهير على الحضور، إلا أن هذا التوجه لم يكن له تأثير يذكر، فاستمر غياب الجماهير في السواد الأعظم من المباريات، وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى تراجع تصنيف الدوري الإماراتي على المستوى الآسيوي مما يقلل حظوظ أنديته من التواجد في بطولة دوري الأبطال، وهو الأمر الذي سينعكس سلبا على المنتخب الإماراتي
