يوضح أحمد المسلمانى، المستشار السابق لرئيس الجمهورية، ستة فوارق بين الإرهاب القديم الذى تعرّضت له مصر فى ثمانينات القرن الماضى، وبين الإرهاب الحالى الذى تواجهه مصر، مؤكداً أن الفارق الأساسى هو أن الإرهاب الحالى جهاد فى سبيل إسرائيل وليس فى سبيل الله. ويشير إلى أن طبيعة معارك الإرهاب طويلة وممتدة، وهذا ما حدث فى دول مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا، حيث عانت دول أوروبية من الحركات الانفصالية والتنظيمات الشيوعية المتطرفة. ويضيف: كنا نتصوّر منذ اللحظة الأولى أن المعركة ستأخذ بعض الوقت. ويوضح مستشار رئيس الجمهورية السابق الفوارق الرئيسية فى عدة نقاط:
➊ الإرهاب هذه المرة يختلف عن إرهاب الثمانينات، فى أنه يتلقى دعماً أمريكياً وأوروبياً، ويتلقى تمويلاً إسرائيلياً وتركياً وقطرياً، وهو ما لم يحدث من قبل على هذا النحو. أما الإرهاب السابق فكان إرهاباً فقيراً، يعتمد على أموال محدودة، وعلى تخريب العقول، لكن الإرهاب الحالى إرهاب غنى وبالغ الثراء، يرطع فى دولارات لا نهاية لها.
➋ الإرهاب السابق كان واضحاً تماماً فى مساعيه، وهو هدم الدولة وإقامة إمارة متطرّفة «أفغانستان جديدة»، أما الإرهاب الحالى، فجزء منه على النحو القديم واضح تماماً، لكن الأغلبية فيه ترفع شعارات سياسية وتكذب باسم الديمقراطية والشرعية والصندوق.
➌ الإرهاب القديم كان محلياً وعينه على العالم، حيث كان ناشطاً فى بعض قُرى الصعيد والمناطق الجبلية، وكان أقرب إلى المفهوم الدرامى «ذئاب الجبل»، وكان «شكرى مصطفى» زعيم جماعة التكفير والهجرة، يحلم بإدارة العالم انطلاقاً من جبال ملاوى. أما الإرهاب الحالى فهو عالمى وعينه على مصر، وهناك ما يشبه الشركة القابضة للإرهاب، وهى شركة عملاقة عابرة للقارات، ومتعددة الجنسيات.
➍ الإرهاب السابق لم يجد الإلهام الكافى، وكان يعتمد على كتابات هائمة وطموحات شاردة، أما الإرهاب الحالى، فإنه يجد ممداً واسعاً وإلهاماً كبيراً من نماذج الإرهاب الناجحة فى العالم، من أفغانستان إلى سوريا والعراق. ويمثل إعلان تنظيم داعش، الخلافة الإسلامية مصدر إلهام لا مثيل له، بات جاذباً لكل شبكات الإرهاب فى العالم.
➎ أن الإرهاب السابق كان يصيب مصر فى ظل استقرار المنطقة، حيث كانت الأجواء هادئة فى كل مكان حولنا، وكان القلق القائم وقتها، بعيداً جداً فى جبال أفغانستان، أما الإرهاب الحالى فهو محظوظ جغرافياً، حيث تواجه مصر الإرهاب فى الوقت الذى تواجه فيه العديد من الدول العربية والإسلامية الكارثة ذاتها.
➏ الإرهاب السابق كان يواجه الجيش والشرطة وحدهما، أما الإرهاب الحالى فيواجه الشعب بكامله، بحيث أصبح 90 مليون مصرى، إلا قليلاً، بمثابة الخطوط الدفاعية الخلفية للجيش والشرطة فى مواجهة الإرهاب، لأن الشعب أصبح يدرك تماماً أن أسلحة الإرهاب تهدم الجيش المصرى لمصلحة جيش إسرائيل، وأن قوات الإرهاب هى فى واقع الأمر تساوى كتائب الجيش الصهيونى، وأنها جزء من استراتيجية إسرائيل.