"يوم لك وآخر عليك"، مقولة تثبت صحتها مع مرور الأيام في عالم كرة القدم، فما تبرره لصالحك الآن ربما تتذوق مرارته فيما بعد، واسألوا الصحف التونسية.
فالإعلام الذي خرج بعد تأهل الترجي إلى نهائي دوري أبطال إفريقيا على حساب الأهلي، يبرر هدف مايكل إينرامو "الفاضح"، يلعن الآن الفساد الموجود في اتحاد عيسى حياتو، بعد إقصاء نسور قرطاج من كأس الأمم الإفريقية بظلم تحكيمي ساند المنتخب صاحب الأرض.
في منتصف أكتوبر 2010 أصبغت صحف تونس "المانشيتات" بالتهليل للانتصار، الذي وصفه بعض منها بـ"المستحق"، متجاهلة الخطأ الذي ارتكبه الحكم الغاني جوزيف لامبتي.
وفي هذه الأيام، شنت الصحف نفسها هجوما عنيفا ضد الحكم الموريسي راجيندرابارساد سيشورن، متهمة إياه بتقاضي رشوة لتسهيل فوز غينيا الاستوائية، واعتبرت أن "التحكيم الإفريقي لم ولن يتطور طالما أن هناك ألاعيب تدار خلف الغرف المظلمة".
فضيحة لامبتي
الترجي خطف فوزا غير عادل من الأهلي في رادس في إياب نصف نهائي دوري الأبطال، ليعادل النتيجة الإجمالية بعد الخسارة في القاهرة (2-2)، ويصعد مستفيدا من قاعدة احتساب آخر هدف خارج الأرض باثنين.
وعلقت صحيفة "البيان" في عنوانها الرئيسي "بجهد وتعب الترجي يقترب من اللقب"، مضيفة "مهاجم الترجي استعان بيده لتسجيل الهدف ليرد على محمد فضل".
"بعزيمة الرجال الترجي في نهائي الأبطال"، هكذا جاء عنوان صحيفة "المصور". وعنونت صحيفة "الصباح" مقالها "في أبهى كرنفال.. الترجي في الفينال (النهائي)"، ثم علقت على الهدف "اليد باليد والبادي أظلم".
كان فضل سجل هدفا في ثنائية الأهلي خلال مباراة الذهاب أثار جدلا واسعا، ورغم أن الإعادة التليفزيونية لم تثبت يقينا أن المهاجم لمس الكرة بيده، فإن الجانب التونسي قارنها بلعبة إينرامو الشهيرة.
وإذا رجعنا إلى الوراء قليلا، سنجد أن الأهلي عانى الظلم التحكيمي في نهائي نسخة 2007 أمام فريق تونسي آخر، هو النجم الساحلي.
من ينسى الحكم المغربي عبد الرحيم العرجون، الذي تغاضى عن ركلتي جزاء لمحمد أبو تريكة، وأحمد شديد قناوي، في مباراة الإياب، التي خسرها الأهلي في القاهرة 1-3.
وقلبها بأسبوعين كان الحكم الكاميروني رافائيل ديفين ظلم الأهلي عندما رفض احتساب ركلة جزاء صحيحة لمحمد بركات، وأشهر في وجهه بطاقة صفراء أبعدته عن لقاء الإياب.
اللص سيشورن
تبدل حال الصحافة التونسية حين وقع الظلم على منتخب بلادها، الذي ودع البطولة القارية من الدور ربع النهائي، واكتشفت أن "كاف" يديره "لصوص"، "مرتزقة"، و"مرتشون".
تونس كانت في طريقها لدخول مربع الذهب الإفريقي لأول مرة منذ 2004، لكن سيشورن أبى أن تخرج صاحبة الضيافة.
ومنح الحكم الموريسي المخضرم ركلة جزاء لمنتخب غينيا الاستوائية، وصفتها الصحف بـ"الخيالية"، أدرك منها التعادل في الوقت القاتل، قبل أن يمنحه ركلة حرة على حدود منطقة الجزاء، مشكوك في صحتها، جاء منها هدف الفوز في الوقت الإضافي.
عنوان صحيفة "التونسية" كان واضحا "تونس - سيشورن: 1-2.. اللص"، في إشارة إلى أن نسور قرطاج واجهوا الحكم، وليس فريقا كرويا.
وأرجعت الصحيفة الخسارة إلى "حكم لص ومرتشٍ، فعل كل شيء من أجل إرضاء ولي نعمته عيسى حياتو". ووجهت رسالة للاعبي المنتخب "عليكم ألا تخجلوا من الهزيمة، طالما أن كاف لا يحترم الرجال، ولا تهتم سوى بالمرتزقة".
وأضافت "سيشورن انحاز بشكل فاضح إلى المنافس، ما يؤكد أن التحكيم الإفريقي لم ولن يتطور طالما أنه لايزال رهينا للحسابات الرخيصة والألاعيب التي تعد داخل الغرف المظلمة، والتي يديرها اللص الأكبر".
من جانبها، قالت صحيفة "الشروق" في صدر صفحتها الرئيسة "هزمنا الحكم"، وفي عنوان داخلي ذكرت "فضيحة تحكيمية تقصي الكتيبة التونسية". واكتفت "الصباح" بتلخيص الأمر في مانشيت "الفضيحة".
