الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رسالة أبو ظبى: محمد الجالى – نور ذو الفقار ترحيب إماراتى واسع بزيارة السيسى لأبو ظبى المسئولون بالإمارات يصفونها بـ"التاريخية" ويعلنون مشاركتهم بكثافة فى قمة "مارس" غادر الرئيس عبد الفتاح السيسى مطار القاهرة، قبل قليل، متجهًا إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، فى زيارته الرسمية الأولى، وتستمر لمدة يومين. ويلتقى الرئيس السيسى خلال زيارته نظيره الإماراتى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وعددا من كبار المسئولين فى دولة الإمارات، ويرافق الرئيس خلال الزيارة، 6 وزراء هم اللواء عادل لبيب، وأشرف العربى، وزير التخطيط، وسامح شكرى وزير الخارجية، وأشرف سلمان وزير الاستثمار، ونجلاء الأهوانى، وزيرة التعاون الدولى، محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة. وتأتى الزيارة فى إطار علاقات الأخوة الوثيقة والعميقة، التى تجمع بين البلدين على كافة الأصعدة، وستشهد الزيارة أيضا مشاركة لرئيس فى "القمة العالمية لطاقة المستقبل". وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، إن زيارة الرئيس إلى دولة الإمارات العربية الشقيقة مناسبة لتسجيل تقدير وامتنان مصر للمواقف الداعمة والمساندة، التى أبدتها دولة الإمارات، قيادةً وشعباً، إزاء مصر ووقوفهم بجانبها فى أعقاب ثورة 30 يونيو، تنفيذاً لتوجيهات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات. وأوضح أن العلاقات بين البلدين الشقيقين بالخصوصية الفريدة والرسوخ الشديد، حيث تحتل الإمارات، قيادةً وشعباً، منزلةً خاصة فى قلوب المصريين. كما توجد روابط متعددة الأبعاد تجمع بين البلدين والشعبين، لاسيما فى ضوء تواجد الجالية المصرية بمختلف أنحاء دولة الإمارات، حيث ساهمت بجهودها فى نهضتها التنموية الشاملة، التى تثير الإعجاب والتقدير، لاسيما وأنها حدثت فى زمن قياسى. وسيشارك الرئيس خلال تلك الزيارة فى افتتاح "القمة العالمية لطاقة المستقبل"، التى تُقام ضمن أسبوع أبو ظبى للاستدامة، وذلك تلبيةً للدعوة الموجهة من الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولى عهد أبو ظبى ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات. وقال السفير إيهاب حمودة، سفير مصر فى الإمارات، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى الإمارات، لها أبعاد سياسية واقتصادية كبيرة جدًا، سوف تعمل على توجيه كافة الجهود للنهوض بالاقتصاد المصرى وجذب الاستثمارات الخارجية. وفى السياق ذاته، قالت مصادر دبلوماسية، إن الرئيس السيسى سيجرى الكثير من اللقاءات مع ممثلى الدول المشاركة فى القمة العالمية لطاقة المستقبل، مشيرة إلى أن هذه القمة تعقد دائماً وتدعو ثلاثة أو أربعة من قيادات العالم للتحدث عن برامج دولهم فيما يتعلق باستخدام الطاقة البديلة وفرص الاستثمار والعديد من أوجه الاقتصاد الأخرى، إلا أن هذا العام خصص فقط بتوجيهات من القيادة الإماراتية، بأن تكون الكلمة الوحيدة للرئيس عبد الفتاح السيسى. وكشفت مصادر مطلعة، عن أن كلمة الرئيس السيسى أمام المؤتمر ستركز على اتفاقه فى الرؤية مع دولة الإمارات حول أهمية الطاقة كعنصر رئيسى لكل أنشطة التنمية، وأن هذه المرحلة تحتاج إلى تعزيز وضمان أمن الطاقة من خلال اتخاذ مبادرات عملية تشمل تنويع مزيج الطاقة ليضم مختلف مصادر الطاقة المتجددة، ولاسيما الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.. كما سيؤكد الرئيس اهتمام مصر بقطاع الطاقة وترشيد وتحسين كفاءتها فى إطار تنفيذ خططها التنموية الطموحة. كما سيشدد الرئيس على أهمية القمة كفرصة جيدة لمناقشة أفضل السبل لتخطيط مستقبل الطاقة، والعمل على تفعيل الآليات اللازمة لنشر استخدام الطاقات المتجددة ورفع الوعى بترشيد الطاقة، فضلاً عن التوجه نحو مستوى أفضل من خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى وتحسين الأثر البيئى لتوليد الطاقة الكهربائية. ومن المتوقع أيضاً أن يقدم الرئيس السيسى الشكر والتحية للشعب الإماراتى بسبب وقوفه بجانب الدولة المصرية فى المرحلة الماضية، مما يؤكد أن العلاقة بين البلدين متواصلة إلى أبعد الحدود. وتُعتبر هذه القمة هى الحدث الأبرز على مستوى العالم والمنطقة فى مجال الطاقة والتنمية المستدامة، حيث تجمع زعماء الدول وقادة الفكر وصناع القرار والمستثمرين من مختلف أنحاء العالم، لمناقشة التحديات المرتبطة بالطاقة المتجددة والتنمية المستدامة، ويتزامن مع القمة اجتماعات الجمعية العامة للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (IRENA) والقمة العالمية للمياه وحفل توزيع "جائزة زايد لطاقة المستقبل" وغيرها من المؤتمرات والمعارض. وتحظى زيارة الرئيس السيسى الأولى للإمارات باهتمام خاص، لدى الجانب الإماراتى، حيث أكد السفير الإماراتى بالقاهرة محمد بن نخيرة الظاهرى، فى تصريحات للوفد الإعلامى المصرى المتواجد حالياً فى أبو ظبى، إن زيارة الرئيس السيسى تحظى باهتمام كبير بالإمارات على مستوى القيادة والحكومة والشعب، واصفاً إياها بـ"التاريخية"، مؤكداً أنها محل تقدير وترحيب من الشعب الإماراتى، وترسيخ للعلاقات القديمة بين البلدين الشقيقين والتى كان أسسها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان. ويتضمن برنامج الرئيس السيسى خلال زيارته للإمارات لقاءات مهمة مع الجهات الرسمية وغيرها من اللقاءات مع رجال الأعمال الإماراتيين. ويناقش السيسى مع نظيره الإماراتى وكبار رجال الدولة فى الإمارات، التطورات الجارية على الساحة العربية والإقليمية، وخاصة ملف الإرهاب والعمل على التصدى له، كما سيتم مناقشة وبحث تطورات الأزمة السورية والأوضاع فى ليبيا، والعمل على التنسيق الإماراتى- المصرى قبل عقد القمة العربية بالقاهرة فى مارس المقبل، ومشاركة الإمارات بوفد كبير فى المؤتمر الاقتصادى لدعم مصر فى شرم الشيخ مارس المقبل. وترتبط مصر والإمارات بعلاقات تجارية واستثمارية متبادلة تزداد عاما بعد عام على ضوء وجود 18 اتفاقية مشتركة تنظم العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، وشهدت حركة التجارة بين البلدين نشاطا ملحوظا خلال النصف الأل من عام 2014 ليصل حجم التبادل التجارى بين البلدين إلى ما يقرب من 7 مليارات دولار مقابل 3.364 مليار دولار فى نفس الفترة من عام 2013، وقد جاء ذلك الارتفاع متأثرا بزيادة الواردات الإماراتية إلى مصر نحو 5.5 مليار دولار فى النصف الأول من 2014، كما ارتفعت صادرات مصر إلى الإمارات من مليار دولار إلى نحو 1.4 مليار دولار. وبلغت نسبة الوارادت من الكيماويات والأسمدة الإماراتية حوالى 520 مليون جنيه مصرى، وتعد الإمارات من أهم الدول التى تصدر المواد الكيماوية والأسمدة لمصر، وفى المقابل لم يتجاوز إجمالى ما صدرته مصر للإمارات خلال تلك المدة، وفى نفس القطاع 177 مليون جنيه مصرى، كما بلغت إجمالى صادرات الملابس وحدها بلغت 54 مليون جنيه مصرى، فيما بلغت صادرات قطاعات المفروشات نحو 18 مليون جنيه، إضافة إلى 18.5 مليون جنيه لمنتجات الغزل والنسيج الأخرى التى استقبلتها مصر من دولة الإمارات. وتحتل الإمارات المرتبة الثالثة فى قائمة الدول المستثمرة فى مصر على مستوى العالم، والثانية على مستوى الدول العربية بقيمة 5.029 مليار دولار من حجم الاستثمارات الأجنبية فى مصر، وبلغ عدد الشركات المستثمرة بمساهمات إماراتية نحو 646 شركة تعمل فى السوق المصرية فى نحو 7 قطاعات استثمارية وإنتاجية مختلف. ومن ناحية أخرى، تشهد قمة الطاقة بعد غد، الاثنين، فى أبو ظبى، حضور عدد كبير من القادة، منهم أمير قطر تميم بن حمد، وهو اللقاء الأول بعد جهود العاهل السعودى الملك عبد الله بن عبد العزيز للتقريب بين القاهرة والدوحة، واستباق الأخيرة بغلق قناة الجزيرة مباشر مصر فى إطار تمهيد الطريق للمصالحة مع القاهرة، والتى لم يتم الإعلان عنها رسمياً بعد. وكان قد جمع الرئيس السيسى والأمير تميم لقاء قصير على هامش مأدبة غداء أقامها الأمين العام للأمم المتحدة، بان كى مون، خلال مشاركة الرئيس السيسى فى الدورة 69 للجمعية العامة للأمم المتحدة، فى سبتمبر الماضى بنيويورك، حيث اتجه أمير قطر إلى الرئيس السيسى وسلم عليه.
