قال قيادى فى تنظيم «أنصار بيت المقدس» الإرهابى، فى حوار لوكالة أنباء «رويترز» البريطانية، إن «التنظيم ينفذ إرادة الله»، مؤكداً أن عناصر التنظيم باتوا يواجهون صعوبات أكبر فى ظل تحقيق حملة الرئيس عبدالفتاح السيسى لتضييق الخناق على الجماعات الإرهابية المسلحة نجاحاً كبيراً.
وقال مراسل الوكالة البريطانية إنه نُقل إلى الموقع الذى أجرى فيه الحوار مع القيادى الذى لم يذكر اسمه، فى منتصف يناير الماضى معصوب العينين حتى لا يتعرف إلى المكان الذى يختبئ فيه القيادى الإرهابى. وبحسب الحوار الذى أجرته الوكالة البريطانية، فإن القيادى بـ«بيت المقدس» أكد أن «أعداد عناصر التنظيم أصبحت أقل من قبل، فقد قتل كثيرون منا واعتقل كثيرون، وقوات الأمن منتشرة فى كل مكان». وقالت «رويترز»: إن هذه الرواية تشير إلى أن المتشددين فقدوا بعض الزخم الذى كانوا يتمتعون به من قبل، وإن ظلوا قادرين على شن بعض الهجمات التى يسقط فيها قتلى وجرحى. ونقلت «رويترز» عن ضابط شرطة برتبة نقيب، لم تذكر اسمه، قوله إنه «قبل عام لم نكن نقدر على الوصول إلى الأماكن التى تختبئ فيها العناصر الإرهابية، أما الآن فنحن منتشرون فى شمال سيناء»، فيما قال أحد القاطنين فى شمال سيناء ويدعى «سلمان»، إن المتشددين اختفوا من المنطقة تقريباً، حيث كنا اعتدنا رؤيتهم يجوبون بسياراتهم وأعلامهم فى أنحاء المدينة، ولكن الآن نادراً ما نراهم، والحياة أصبحت أكثر هدوءاً من السابق». من جانبها، قالت «رويترز» إن أحد المعايير التى توضح مدى الضغط على المتشددين يتمثل فى صعوبة لقاء القيادى فى «بيت المقدس»، حيث كانت تلك اللقاءات تجرى بشكل اعتيادى وأسهل كثيراً قبل عام، بينما بات المتشددون أكثر حذراً فى هذه المرحلة، حيث يتم الاتصال بأحد الوسطاء من البدو أولاً ثم وضع عصابة على عينى الصحفى وسحب الهواتف المحمولة منه، حتى يمكنه لقاء القيادى بالتنظيم الإرهابى.
ونقلت «رويترز» عن القيادى فى «بيت المقدس» قوله إن «تنظيم داعش كان مصدر إلهام لى ولزملائى وقلدنا ممارساته». ولفتت «رويترز» إلى أن «داعش» يحث العناصر الإرهابية فى مصر على مواصلة هجماتهم ضد قوات الأمن المصرية. وأضاف القيادى الإرهابى: «نحن نأسر أى شخص يخوننا ونقطع رأس الخائن، وهذا يرعب الآخرين حتى لا يقوموا بأى تصرف ضدنا، هذه هى لغة داعش وأساليبها». ولفتت «رويترز» إلى أن القيادى الإرهابى بدا أقل ثقة من زملائه الذين أجرت معهم لقاءات فى العام الماضى. وأضاف: «حوالى ألف منا قتلوا وألقى القبض على نحو 500 أو 600»، مضيفاً: «الأسلحة أصبحت أقل بكثير لأن الأنفاق دمرت، وأصبح من الصعب نقل السلاح». وقالت الوكالة البريطانية إن مصادر إسرائيلية رفضت التعليق على تصريحات القيادى فى «بيت المقدس»، إلا أن ضابطاً عسكرياً إسرائيلياً مطلعاً على العلاقات مع الجانب المصرى أكد أن «الوضع الآن بات أكثر استقراراً، والمصريون اتخذوا خطوات لتأمين سيناء بعد أن أدركوا أن انعدام الأمن فيها خطر على النظام المصرى نفسه، ولكن التنسيق الأمنى بشأن الاضطرابات فى سيناء كان أفضل كثيراً حين كان الرئيس السابق محمد مرسى لا يزال فى الحكم، حيث بات التنسيق الآن يقتصر على الأنشطة التى تجرى بالقرب من الحدود بين البلدين، للحيلولة دون امتداد الهجمات الإرهابية إلى إسرائيل».
ونقلت «رويترز» عن مصدر دبلوماسى مصرى قوله إن «إسرائيل تزود مصر بالمعلومات الاستخباراتية، ولا أستطيع القول ما إذا كانت مفيدة بالنسبة لتعقب الإرهابيين أم لا، ولكننا نقدرها على أى حال»، فيما قال مصدر مصرى آخر إن «السيسى ضاعف أعداد القوات فى سيناء منذ العام الماضى»، رافضاً ذكر أرقام محددة، مؤكداً أن «حوالى 30 جندياً يحرسون الحواجز الأمنية بعد أن كان عدد الجنود فى كل منها لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة». وقالت «رويترز»: «على الرغم من أن جهود السيسى أثمرت وحققت مكاسب، فإن المسلحين الإرهابيين لا يزالون يفرضون تهديداً على حياة المصريين والاقتصاد الهش بالفعل»، مضيفة: «أكد مسئولون مصريون أنهم يمتلكون معلومات حساسة وقيّمة بالنسبة لقادة بيت المقدس، غير أن من الصعب الحصول على معلومات عن المقاتلين العاديين داخل التنظيم»، مشيراً إلى أن «المتشددين يعيشون بين المواطنين العاديين ويختلطون بالسكان المحليين على نحو يجعل من الصعب على قوات الأمن التعرف عليهم»، فيما قال مسئول بارز بالشرطة المصرية: «قد يأتى إلينا بعض الناس الآن ويتحدثون إلينا ويتظاهرون بأنهم مواطنون عاديون وبعد أيام يفجرون أنفسهم فى حاجز أمنى»، وأضاف: «ذات مرة توجهنا لمهاجمة قرية ووجدنا أن أحدهم مر علينا قبل أيام، وقال لنا (ربنا ينصركم على الإرهابيين). وبعد أيام اعتقلناه خلال اشتباكات فى قرية».
وقالت «رويترز»: استطاع ضابط بالجيش المصرى، استجوب المتشددين، اكتساب معرفة بمخاطر الضغط أكثر من اللازم، إذ قال إن أحدهم روى كيف قتلت قوات الأمن أخاه ووصف كيف بكت زوجة أخيه وحثته على الثأر وإلا فإنه سيبدو ضعيفاً.. كما أشار أيضاً إلى أن بعض المقاتلين أجانب تدربوا فى سوريا مما يعقد مساعى تحقيق الاستقرار فى سيناء. ونقلت «رويترز» عن مسئول أمنى بارز قوله إن «السيسى قال لنا إنه يريد خلال 6 أشهر فقط ألا يكون هناك أى كلمة عن الإرهاب فى سيناء».