«أنا بقول للبلهاء اللى بيطالبوا بوقف الدورى كفاية هبل، العراق فيها دورى وسوريا فيها دورى، لازم الدورى يكمل بدون جمهور».. كانت هذه أولى كلمات الكابتن مدحت شلبى نجم الإعلام الرياضى فى مصر عقب عرضه أهداف مباراة الزمالك وإنبى مساء أمس الأول، وكأن شيئاً لم يحدث لجماهير الزمالك.
من زمان ناس كتير بتقول لى «ما تبدأ تكتب مقالات.. انت ييجى منك» وكان الرد دائماً «أنا لسة بدرى عليَّا يا عم»، لكن بعدما سمعت كلام الكابتن مدحت غير الطبيعى ماقدرتش أمسك نفسى حتى لو كنت هكتب أسوأ مقال فى العالم.
الكابتن مدحت الهمام لم يشعر بأهالى الشهداء ولا بالمواطن العادى.. يا جدع طيب اضحك علينا واعمل فيها زعلان وطالب اتحاد الكرة بوقف الدورى فى لحظة انفعال.. يعنى، حتى لو كنت هتطلع تانى يوم تقول «الدورى لازم يكمل».. وقتها كنا هنعمل نفسنا مش واخدين بالنا، وكنا هنعدّيها، زى ما عدّينا لك حاجات كتير قبل كده.. وطبعاً حضرتك عارف كويس إن الشعب المصرى طيب، وبيحب يعدّى بمزاجه.. لكن بصراحة أنا ما عرفتش أعديها المرة دى.. عارف ليه؟!.. ببساطة كده وبوضوح شديد، لأن الدم كان لسة بيسيل على الرصيف، وولادنا بيموتوا وحضرتك بتتكلم عن الكورة.. عفواً عن «السبوبة»، الملايين والشهرة واللى منه.. أنا كنت قاعد بغلى وأنا بتفرج عليك.. هو أنت «جنس حضرتك إيه» أهم حاجة يعنى الدورى شغال وعجلة السبوبة والإعلانات شغالة، هستعين هنا بالجملة الشهيرة لتوفيق عكاشة «ارحم ... أبويا» حرام عليك.. نفسى فى مرة تفكر كده لو لا قدر الله كان حد من أهلك هو اللى كان هناك، كنت هتقول إيه ولّا هتعمل إيه.. كنت هتقول الدورى يكمل؟ كنت هتقول فيه كام واحد ماتوا «أونطة» زى ما قلت عن شهداء الزمالك؟.. أرجوك «اختفى من حياتنا» يرحمك الله.
رسائل:
إلى دكر ميت عقبة: شكراً يا عمر، شكراً على رجولتك، شكراً إنك مش بتخاف من حد، شكراً على وضع باقى لاعبى الزمالك فى مأزق مع الجمهور، شكراً يا شهم.
حازم إمام: إحنا مش ساذجين يا حازم علشان تقول أصل والله ماعرفناش إن حد مات قبل الماتش، فعلشان كده لعبنا عادى، طيب مين اللى كان بيحاول يقنع عمر جابر «الدكر» قبل الماتش أنه يلعب، البس يا حازم.
أحمد عيد عبدالملك: ما تتحسبنش على اللى بيزايد عليك، خليك راجل وقَدّ تصرفك، لأنك عارف وواثق من قبل ما تلعب أن فيه ناس ماتت.
باسم مرسى: هتتعب كتير على ما تحاول تفسر الفرحة الجنونية بعد هدف التعادل، بينما كان أخوك بيموت على الأسفلت خارج الملعب مرتدياً نفس التيشيرت، «ناس بترقص وناس بتموت».
رئيس نادى الزمالك: شكراً.
التليفزيون المصرى والقنوات الفضائية: هو ملك السعودية أغلى من إخوتنا علشان تعملوا له حداد وتضعوا الشارات السوداء على الشاشات؟!، كفاية تمييز حتى فى الموت، ملك السعودية مات من هنا والصراخ واللطم والحداد بدأ، شهداء الزمالك سقطوا من هنا وبدأت القنوات فى بث الكليبات والمسلسلات.
وزير الداخلية: أنت وصلت لـ«level» أعلى من مدحت شلبى بكتير.
الرئيس السيسى: أرجوك اعتبر الرياضة جزءًا من الدولة وملفاً يجب أن تعيد النظر فيه من أجل مستقبل أفضل «لو كنت عايز يعنى».
رسالة صادقة لأمهات الشهداء: إحنا آسفين يا أمى لو كنا فى يوم طالبنا بعودة الجماهير.. إحنا أغبياء.. لم نفكر إلا فى أنفسنا.. أرجوكِ سامحينا وذنب ولادك هيفضل فى رقبتنا.. بس صدقينى يا بخته.. اترحم من القرف اللى إحنا فيه.
رسالة لشهدائنا: كنتم تعيشون فى بلد لا يقدر طاقتكم ومواهبكم وإخلاصكم.. أما الآن فأنتم فى مكان لا يُظلَم فيه أحد.. بس والله هتوحشونا..!
رسالة أخيرة لمدحت شلبى: فى النهاية هقول لك أفضل جملة قالها لك أحد الجماهير فى يوم من الأيام على قناة «مودرن سبورت» فى مداخلة تليفونية «الناس دى عايزة مننا إيه يا كابتن مدحت».. «كمّلوا انتم بقى».شل