"قتل الأقباط المصريين المختطفين في ليبيا".. هو تهديد صريح أطلقه تنظيم "داعش" الإرهابي إذا لم تقم الحكومة المصرية بتسليم كل من "كاميليا شحاتة، ووفاء قسطنطين".
كاميليا ووفاء، هما فتاتان قبطيتان دار بشأنهما جدلًا كبيرًا، وقال البعض إنهما أشهرا إسلامهما، وشهدت مصر بسببهما توتراتٍ عديدة... "الوطن" ترصد قصتيهما.
قصة كاميليا شحاتة أطلقها سلفي يدعى مفتاح محمد فاضل، وشهرته "أبو يحيى"، عندما قال إن السيدة المتزوجة من قس مسيحي جاءت إليه، وأكدت له دخولها الإسلام واقتناعها به، وطلبت منه توثيق إسلامها في الأزهر الشريف، مؤكدًا أنه اختبر قناعتها بالدين الإسلامي، وتأكد من صدق حديثها، وأن الأمن كان على دراية بذلك منذ اختفائها في منتصف 2010.
وبينما لاقت الكنيسة والحكومة اتهامات عديدة بعد احتجاز كاميليا بالقوة، وإخفائها في مكان غير معلوم لمنعها من إشهار إسلامها، ظهرت كاميليا خلال مقطع فيديو تم نشره في مايو 2011، تعلن فيه أنها مسيحية، وأنها لن تتخلى عن دينها قائلة: "انا مسيحية، وهموت مسيحية"، وأنها لا تعرف الشيخ أبو يحيى الذي تردد أنها ذهبت معه "لإشهار إسلامها".
وأضافت زوجة القس في الفيديو: "لم أسمع عن هذا الشيخ إلا عن طريق الإنترنت"، مشيرة إلى أن الصورة التي تم نشرها لها بالحجاب مفبركة، ليثير المقطع جدلاً واسعًا داخل المجتمع المصري، بعد أن ذهب البعض إلى أنها تعرضت لضغوطٍ من أجل الإدلاء بتلك التصريحات.
أما المهندسة الزراعية وفاء قسطنطين، فكانت قصتها أشد غموضًا، حيث لم يكن للمجتمع المصري حديث في أواخر 2004 سوى عن السيدة الأربعينية التي يقال أنها أشهرت إسلامها، ثم عادت مرة أخرى لديانتها المسيحية الأصلية، لتدب حالة من الجدل الشديد بشأنها تكاد تصل إلى حد "الفتنة".
الحقيقة الوحيدة الثابتة، أن آخر مرة تم مشاهدة وفاء قسطنطين فيها، كان فى ديسمبر 2004 عندما سارت من بيت الفتيات المكرسات التابع للكنيسة في عين شمس، وسط عدد كبير من القساوسة والراهبات، لتمثل أمام نيابة "عين شمس"، وتخرج بعدها بصحبة عدد من مرافقيها الذين اصطحبوها لدير "وادي النطرون" بمعرفة الأمن.
الروايات تضاربت بشأن "قسطنطين"، البعض أكد أن القتل كان مصيرها، وآخرون شددوا على أنها بخير، وأنها لم تستمر داخل الدير بل تتواجد بمكان آمن.
شقيقها أكد في تصريحات صحفية، عام 2008، أنها بخير وتعيش في مصر بسلام مع أسرتها، وتمارس عقيدتها المسيحية بحرية بعيدًا عن الكنيسة والدير، ورغم ذلك فإن مصير وفاء لايزال يشوبه الغموض حتى الآن.