يبدو أن المؤشرات الأولية لردود فعل الأحزاب بالدعوة لاجتماع حزب الوفد اليوم لتشكيل قائمة مدنية موحدة ينذر بفشل الاجتماع قبل بدءه حيث أعلنت الأحزاب الداعمة لقائمة الدكتور كمال الجنزورى والتى من بينها ائتلاف الجبهة المصرية والمصريين الأحرار، إضافة إلى رفض عدد من أحزاب التيار الديمقراطى المشاركة. وكان رئيس حزب الوفد الدكتور السيد البدوى، قد دعا رؤساء الأحزاب السياسية الذين شاركوا فى اجتماع رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى، بالإضافة إلى عدد من الشخصيات العامة أبرزها الدكتور كمال الجنزورى رئيس مجلس الوزراء الأسبق، وعمرو موسى رئيس لجنة الخمسين، والدكتور أحمد البرعى وزير التضامن الاجتماعى الأسبق ومؤسس الكتلة الوطنية، والدكتور عبد الجليل مصطفى، لحضور اجتماع موسع اليوم بمقر حزب الوفد، لبحث سبل تكوين قائمة موحدة تضم القوى المدنية. قالت مصادر لـ"اليوم السابع"، إن الدكتور أحمد البرعى، وزير التضامن الاجتماعى الأسبق ومؤسس الكتلة الوطنية والقيادى بالتيار الديمقراطى، لن يشارك فى الاجتماع المقرر عقده مساء اليوم بمقر حزب الوفد، لبحث تكوين قائمة موحدة تمثل التيار المدنى، رغم دعوته من قبل رئيس الحزب للمشاركة بالاجتماع. وأضافت مصادر لـ"اليوم السابع"، أن أغلب أعضاء التيار الديمقراطى ضد المشاركة فى اللقاء باستثناء حزب الكرامة، مؤكدة أن هذا الموقف يأتى انطلاقا من رفض التيار لفكرة قائمة واحدة تمثل التيار المدنى، ولكنهم يروا ضرورة توحد الأطراف المتقاربة معا فى قائمة واحدة. وتابعت المصادر "أن التيار الديمقراطى ضد تكوين قائمة تضم عددًا من المنتمين إلى نظام مبارك"، لافتا إلى أن المخرج خالد يوسف يتولى الآن التواصل بين قائمة الدكتور عبد الجليل مصطفى والوفد المصرى بشأن تكوين قائمة مشتركة بين الطرفين بعد إعلان قائمة الدكتور كمال الجنزورى انسحابها من مشاورات القائمة الموحدة. وأوضحت أن التيار الديمقراطى سيكتفى بوجود ممثل عنه للتعرف على جدول أعمال الاجتماع وما توصل إليه من نتائج لاستعراضها بعد ذلك فى اجتماع التيار الديمقراطى الأسبوع الجارى. "التحالف الشعبى": القائمة الموحدة ستعيد مصر إلى النظام الشمولى ومن جانبه أكد مدحت الزاهد، نائب رئيس حزب التحالف الشعبى الاشتراكى أحد أعضاء التيار الديمقراطى، أنهم يقدرون دعوة حزب الوفد، إلا أن الحزب لن يشارك فى اللقاء لرفضه جدول أعمال الاجتماع والذى يتناول توحيد الصف المدنى فى قائمة واحدة. وأوضح "الزاهد" لـ"اليوم السابع"، أن المشاركة فى الاجتماع ستكون مضيعة للوقت، مضيفا أن التيار الديمقراطى قرر توسيع مظلة التحالف لتضم المؤمنين بثورة 25 يناير والعاملين على تحقيق أهدافها، وألا يضم التحالف عناصر النظامين السابقين الوطنى والإخوان، وأن يكون الاختيار عن طريق المشاركة لا المحاصصة وأن تتصدر برنامجها أجندة تشريعية تتصدرها قوانين الحريات، مؤكدا أن هذه الشروط لا تتوافر بقائمة الدكتور كمال الجنزورى التى تم دعوتها للاجتماع. وحذر "الزاهد " من الاتجاه لتكوين قائمة واحدة، مؤكدا أن ذلك يخالف الدستور وقواعد البرلمان الذى يدعم التعددية الحزبية، وأن القائمة الواحدة ستعيدنا إلى النظام الشمولى. جورج إسحاق: "التيار الديمقراطى" متمسك بقائمة عبد الجليل مصطفى قال جورج اسحاق عضو الكتلة الوطنية أحد قيادات التيار الديمقراطى، إن أمر التوافق بين الأحزاب والقوى السياسية بشأن تكوين قائمة موحدة لن يحدث، مشيرا إلى استحالة تكوين قائمة واحدة تمثل 60 حزبا سياسيا. وأضاف "إسحاق" لـ"اليوم السابع"، أن التيار الديمقراطى مُصر على قائمة "صحوة مصر" والتى يقودها الدكتور عبد الجليل مصطفى، منتقدا تصريحات القيادى بائتلاف الجبهة المصرية ورئيس حزب الجيل، ناجى الشهابى، بشأن عدم مشاركتهم فى الاجتماع الموسع الذى دعا إليه حزب الوفد الأحزاب اليوم لتكوين قائمة موحدة، لوجود أحزاب تحمل أجندات أجنبية، قائلا: "إن هذا الكلام لا يليق بأحزاب تبحث عن التوافق". "الجبهة المصرية": اتهامات "التيار الديمقراطى" لنا جعلتنا نرفض المشاركة فى الاجتماع قال المستشار يحيى قدرى نائب رئيس حزب الحركة الوطنية، إن ائتلاف الجبهة المصرية رأى أن ردود أفعال الأحزاب حول تشكيل قائمة موحدة ومواقفهم خلال الأيام الماضية تمهد بأن اجتماع الأحزاب اليوم لن يأتى بنتيجة، قائلا "نحن بذلك نبدأ مجهود من الصفر لما فوق وإذا كان الأمر يتطلب توحيد الصف المدنى فالائتلاف يثق فى قائمة الدكتور كمال الجنزورى واختياراته للمرشحين". وأشار لـ"اليوم السابع" أن هناك قائمة وطنية مقامة بالفعل فلتنضم الأحزاب و التيارات إليها، موضحا أن من ضمن الأسباب التى أسهمت أيضا فى انسحاب "الجبهة المصرية" من اجتماع اليوم هجوم بعض الأطراف المدعوة للاجتماع عليها ومن بينها "التيار الديمقراطى" ورفضها مشاركة الائتلاف واتهامها لها بأن بها شخصيات محسوبة على النظام الأسبق، قائلا "نتألم من الأسلوب الفج غير الطبيعى فى العمل السياسى الذى يتبعوه معنا". "تحالف الوفد": دعوتنا "الفرصة الأخيرة" لتوحد الأحزاب والاجتماع مستمر وأكد محمد أنور السادات رئيس حزب الإصلاح والتنمية، أن الوفد وتحالفه أطلق دعوة الفرصة الأخيرة للأحزاب أن تجتمع و تتحاور اليوم، لمحاولة الوصول لتوافق وطنى، قائلا "نعلم أن الأمر صعب لكنها مسئولية وطنية تحتم على التحالف أن يقوم بتلك المحاولة ومن لم يستجيب فهذا قراره وهذا شأنه والحكم سيكون للشعب". وأضاف السادات لـ"اليوم السابع" أن محاولة تحالف الوفد جادة، لافتا إلى أن وجود أحزاب وأطراف تتمسك بقوائمها أمر طبيعى وكان متوقعا قائلا "سنوجه رسالة للشعب المصرى أن الأحزاب رغم الظروف الضخمة تحاول أن تتوحد وعلى قدر المسئولية". وأكد "السادات" أن المخرج خالد يوسف أجرى بالفعل مشاورات مع قيادات تحالف "الوفد المصرى بشأن تكوين قائمة تضم المشاركين فى قائمة عبد الجليل مصطفى، وتحالف الوفد المصرى، مشيرا إلى أن المشاورات ستستكمل عقب اجتماع الأحزاب اليوم، ومعرفة نتائجه. "المحافظين": من يرفض الدعوة لحضور اجتماع اليوم يسعى إلى إعادة إنتاج أنظمة قديمة ومن جانبه، قال المهندس شريف حمودة، الأمين العام لحزب المحافظين وعضو المجلس الرئاسي للتحالف الوفد المصرى، إن دعوة اليوم للأحزاب هى لتوافق القوى السياسية أما على تشكيل قائمة موحدة وتحديد المعايير لمستقبل الحياة السياسية فى مصر. وأضاف حمودة، فى تصريحات صحفية له اليوم، أن من يرفضون الدعوة اليوم أما من يسعون إلى إفشال التوافق وإعادة انتاج أنظمة قديمة أما مستبدة أو دينية، مؤكد أن اجتماع اليوم هى المحاولة الأخيرة لؤد الاستقطاب السياسى والدينى على قاعدة من المواطنة والحريات. وأشار حمودة، إلى أن تحالف "الوفد المصرى" يدعو منذ تدشينه لجميع الأحزاب والقوي السياسية للتوحد تحت رايه واحدة وترك الشخصنة وإعلاء المصلحة العليا للبلاد، موضحا أن الرئيس السيسي طلب من جميع الحاضرين اللقاء معه إلي المحاولة لتوحيد القوي المدنية تحت راية واحدة. "وحيد عبد المجيد" : توقعات تكوين قائمة موحدة صفر أكد الدكتور وحيد عبد المجيد، أستاذ العلوم السياسية ونائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن فرص نجاح الأحزاب والقوى السياسية فى تكوين قائمة مدنية موحدة "صفر"، مشيراً إلى أن ما يحدث من الأحزاب مجرد مشهد إعلامى لن يسفر إلا عن التقاط صور تذكارية وبيان. وأضاف "عبد المجيد"، أن التحالفات الموجودة حالياً ستبقى على وضعها، تتعرض لتغيرات طفيفة عند فتح باب الترشح للانتخابات البرلمانية رسمياً ، مؤكداً أن الأحزاب تعانى من التشرذم، الأمر الذى سيؤدى إلى وجود برلمان مفكك، ومعظم أعضائه من المستقلين، ولن ينجح أى حزب فى تحقيق الأغلبية البرلمانية. وقال "عبد المجيد"، "مجلس النواب المقبل سيكون فيه نسبة تجاوز الـ50% من المستقلين، و40% للأحزاب، ولن يتخطى تمثيل أى حزب الـ30 نائبا.
