مارسيلو بيلسا، مدرب أرجنتيني شهير، يحمل اسم "المجنون" لإيمانه بالكرة الهجومية بغض النظر عن الفريق الذي يدربه، ويعد أحد أصحاب الفلسفات الكروية الخاصة في العصر الحديث.
مارسيلو بيلسا، المدرب الوحيد الذي ما زال على رأس عمله، ويحمل أحد الملاعب الكبرى اسمه، ألا وهو ملعب نادي نيولز أولد بويز،المدرب الذي خرج من الدور الأول في كأس العالم 2002 لكنه استمر حتى عام 2004 كدليل على الإيمان به، ثم درب تشيلي فبلباو والآن هو في مرسيليا، علماً أنه كان مرشحاً لتدريب برشلونة بعد الراحل تيتو فيلانوفا.
في بداياته مع بلباو، أصبح بيلسا مدرباً يستحق الإشادة، وأبدع لاعبوه وتفننوا، لكن وقبل أن ينتهي الموسم، انهار الفريق، وخسر المباريات النهائية التي وصلها بنتائج ساحقة؛ الدوري الأوروبي أمام أتلتيكو مدريد والكأس أمام برشلونة.
مع الأرجنتين، وقبل مونديال كوريا واليابان، قدمت الأرجنتين تصفيات مثالية وصلت لدرجة إرهاب الخصوم، فأصبح فيرون وزملاؤه مرشحين فوق العادة لحمل كأس العالم، لكن ما جرى صدم الجميع، فالفريق ظهر مكبل الأقدام في أسيا، خائر القوى، فخرج من الدور الأول، وهو أمر لم تعرفه الأرجنتين منذ عام 1962.
الحكايات تكررت مع مرسيليا، بداية مذهلة، وإعلام يهلل له، بقي متصدراً حتى الأسبوع العشرين، وبعدها تراجع الفريق، خسر 9 نقاط متتالية في 4 جولات قبل الفوز في الأسبوع الأخير على تولوز، وبات مرسيليا في المركز الثالث.
ما يحدث في مرسيليا لم يصل لدرجة الانهيار الذي حدث في بلباو وتسبب بخلافات مع اللاعبين الرئيسيين هناك، ولم يشابه ما جرى من تخييب ظن في الأرجنتين، لكنه يعكس قصة بيلسا الذي يعرف كتابة أجمل مقدمة في الرواية، ودائما يفشل بتقديم النهاية المطلوبة التي يصفق لها الجمهور.
المدرب الأرجنتيني اعترف يوم أمس بما أشار له كثير من المحللين والمراقبين من قبل، وقال "اللاعبون أبلغوني أن تدريباتي البدنية قاسية جداً، إنني أعمل على تصحيح الأمور والرد على ما قالوه".
فهل المجهود البدني الهائل الذي تتطلبه أفكار بيلسا، وتدريباته المرهقة هي السبب فيما يجري، أم أنه مدرب يملك الخطة "A" ولا يعرف معنى الخطة "B"؟... الأيام المقبلة هي من ستقرر، فقد يكون مرسيليا وصراحة لاعبيه الأمر الذي جعل بيلسا يعرف الخطأ بعد سنوات من تكراره، وقد يكون بيلسا المدرب العنيد الذي يصر على أسوأ النهايات بعد أجمل البدايات.