بصوت ملىء بالتفاؤل والأمل تحدثت النجمة اللبنانية كارول سماحة من بيروت لـ «اليوم السابع» تليفونيا، بعد عودتها من إجازة قصيرة التقطت فيها أنفاسها بعد مشروعها الفنى والموسيقى العملاق «الشرق العظيم»، وهو عمل موسيقى استطاع صناعه وفى مقدمتهم كارول أن يحققوا عنصر الدهشة، حيث حاز العمل على إعجاب الجمهور والنقاد وأصبح حديث الوسط الفنى. وخلال الحوار بادرت كارول بالحديث عن أحوال الوطن العربى والعالمى والأحداث الأخيرة المتلاحقة والتى لا تنتهى أبدا، وإنما ينتهى كل فصل فيها نهاية مأساوية، ليكون ذلك مدخلا وبداية لحوارنا وبالتحديد أغنية وكليب «الشرق العظيم» الذى قدمته مؤخرا وحقق نسبة استماع ومشاهدة عالية. كيف ولدت فكرة «الشرق العظيم»؟ - أحب دائماً أن أقدم أعمالاً غنائية لها أبعاد إنسانية واجتماعية، فالفنان يجب أن يكون على علاقة بالمجتمع ومعاناته، لذلك كنت حريصة أن يضم ألبومى السابق والأخير أغنية «واحشانى بلادى» لتكون بداية لتقديم هذه النوعية من الأغنيات خاصة بعد النجاح الكبير الذى حققته، وللعلم هذه ليست المرة الأولى التى أقدم فيها الأغانى الوطنية فسبق أن قدمتها مع الرحابنة لكننى ابتعدت بعدها فترة عن تقديمها، وعندما حدثت الثورات فى العالم العربى استفزنى جميع ما حدث بعدها من تبعيات سلبية، لذلك قدمت «واحشانى بلادى» ونجاحها جعلنى أكرر التجربة فى «الشرق العظيم»، وهى الفكرة التى ولدت منذ 5 شهور تقريبا بعد أن أصبحت سفيرة للنوايا الحسنة ويحسب ذلك للدكتور لؤى الديب الذى استطاع أن يترجم بهذه الفكرة كل ما يدور ويشغلنى فى رأسى متعلق بالوطن ومشاكله ومخاطره. وكيف ترين مشاكل ومخاطر الوطن حاليا؟ - مشاكل ومخاطر الوطن العربى كثيرة لكن أخطرها موضوع الأديان وما يحدث فى العالم كله من صور سيئة وتطرف يمس الأديان، فالفتنة تزرع بين الأديان وهذا أمر خطير يجب أن ننتبه له، ولو تحدثت عن نفسى سأقول أننى عربية نشأت وتربيت بطريقة تجعلنى أعرف كيف أتعايش مع الغير. وهل كانت فتنة الأديان إحدى رسائل «الشرق العظيم»؟ - بالتأكيد فهى أيضا إحدى قضايا الشرق والوطن العربى والتى استطاعت كلمات وألحان مروان خورى وتوزيع ميشال فاضل أن يقوما بتوصيل صوتها، واستطاع المخرج الفرنسى تيرى فيرن العاشق للوطن العربى وشعوبه والمتزوج من لبنانية أن يرسم صورة «الشرق العظيم» فى هذا الكليب الذى أفتخر بتقديمه. لماذا تتعمدين فى أعمالك الوطنية أن تقدمى صورة للتراب والرمل؟ - بالفعل أنا دائما ما أقصد ذلك فى أعمالى الوطنية وهو ما حدث فى «واحشانى بلادى» وكررته فى «الشرق العظيم»، فالتراب والرمل يعنيان باختصار الأرض والجذور والأصول، فالإنسان بلا أرض أو وطن بلا هوية وحياته ناقصة، أنظر إلى المشهد فى العراق وإلى المهجرين والذين تركوا بيوتهم مرغمين، وأنظر إلى ليبيا وإلى سوريا فهذه مشاهد يدمع لها العين. قمت بتجسيد اللونين الأبيض والأسود أى الخير والشر فى الكليب فلماذا لم تكتف بجانب واحد؟ - ظهرت فى الكليب بشخصيتين ولعبت دور الخير متمثلا فى الملابس البيضاء والشر متمثلا فى الملابس السوداء عن قصد، لأننى رأيت أن ذلك سيكون مفاجىء وغير متوقع للجمهور، حيث جرت العادة أن يظهر الفنانون فى الشكل والمظهر الطيب لكننى أردت أن أقدم أيضا دور الشر لما يحمله من تعبيرات وجه مختلفة عن الوجه الطيب، كما أننى قصدت أن أقول أن هذا الشعب أو الوطن مقسوم إلى نصفين من داخله، وهنا يحضرنى شكسبير عندما كتب عن الملك ريتشارد بكل جبروته وشره وكأنه رجل طيب ووديع وهى ليست حقيقته، لذلك جميل فنيا أن تظهر القبح فى الجمال والعكس صحيح. هل يمكن أن تقرئى لنا مشهد من يمثلون الشر وهم يحملون السيوف ويهاجمون من يحملون العصا ويمثلون الخير؟ - مشهد السيف والعصا المقصود به فكرة المفاجأة والمباغتة، تماما كما يحدث فى الواقع، فالناس التى تعيش فى سلام والشخص المسالم الذى لا يحمل سلاحا هو الذى لا يريد أى أذى أو شر والذى ’يغدر به و’يقتل بلا ذنب. أرى فى الكليب أن الانقسام والمخاطر تأتى «مننا فينا» أكثر من فكرة المؤامرات الخارجية فهل هذا صحيح ؟ - أتفق معك دائما وهى مسألة شديدة الخطورة، فيجب علينا أن نتحد قدر الإمكان وأن نكون أكثر سماحة مع بعضنا البعض ونبتعد عن التعصب والعنف، فالشر الكامن والداخلى قد يقضى علينا لأنه يحارب صاحبه ومن يتعايشون معه من أهله، لقد أصبحنا نرى الصراع والانقسام بين أفراد الأسرة الواحدة والذى قد يصل إلى حد القطيعة. وما معنى نهاية كليب «الشرق العظيم»؟ - هى نهاية متفائلة تتمثل فى مشهد إعادة بناء وارتفاع الجامع إلى جانب الكنيسة وكل بناية على أرض الوطن العربى التى تعتبر مهد الحضارات، فالأديان خرجت من هنا لذلك فهى أرض لن تموت وإنما ستظل دائما عامرة ولن تهدم، أما عن نفسى فرغم كل شىء أرى أنه ومهما طال الوقت سيعم السلام العالم خاصة أوطاننا العربية لأنها بلاد كلها خير وبركة، وفى النهاية يجب أن ينتصر الخير.