شهدت العلاقات المصرية السعودية تقاربًا على مدار التاريخ، على الرغم من بعض الأزمات التي تعرضت لها العلاقات الثنائية في بعض الفترات، إلا أنه منذ أن تولى الملك عبدالله بن عبدالعزيز، مقاليد الحكم في أغسطس 2005، شهدت العلاقات بين البلدين استقرارًا، حتى اندلاع ثورة 25 يناير، لتعود مرة أخرى العلاقات إلى طبيعتها بعد عدة أشهر من الثورة.
بعد اندلاع ثورة يناير عام 2011 في مصر، كان الملك عبدالله حريصًا على متابعة ما يحدث في مصر عن كثب دون التعجل في اتخاذ قرار تجاه ما يحدث، حتى أعلن أنه على استعداد تام لتقديم مساعدات مالية للجانب المصري تحل محل المعونة الأمريكية السنوية للقاهرة، حالة استمرار الضغوط الأمريكية على الرئيس مبارك للتنحي، قبل أن يعلن دعم بلاده لرغبة الشعب المصري، وثورته بعد تنحي مبارك عن الحكم.
بدأت تتشكل العلاقات المصرية السعودية من جديد بعد إسقاط نظام مبارك في ثورة يناير، وبادر الملك السعودي بالترحيب بالانتقال السلمي للسلطة في مصر.
وأبلغ الجانب المصري رغبة بلاده في تقديم دعم مالي لحكومة تسيير الأعمال لمواجهة التداعيات السلبية التي يعاني منها الاقتصاد المصري، وأعلنت السعودية أنها لا زالت مستعدة لتقديم هذه المساعدات دون ارتباط بموقفها من الرئيس مبارك، وشددت على تأيديها الكامل لثورة 25 يناير.
جاءت أولى خطوات التطبيق على أرض الواقع لعودة العلاقات السعودية مع مصر كما كانت قبل الثورة عندما قام المشير حسين طنطاوي، وقت تولي المجلس العسكري أمور البلاد، بزيارة السعودية لتأدية واجب العزاء في الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد السعودي.
وبعد نجاح ثورة 30 يونيو 2013، واصلت المملكة تقديم دعمها الكامل لمصر ومساعدتها في تحقيق أهداف ثورتها، وأعلن الملك عبدالله رفضه التدخل الدولي في الشأن الداخلي المصري، كما أعلن وقوف المملكة بجانب شقيقتها مصر ضد الإرهاب.
وقادت المملكة حملة لمساعدة مصر واقتصادها، عندما أعلنت المملكة أنها ستقدم مساعدات لمصر بقيمة 4 مليارات دولار، الأمر الذي جعل دول مماثلة تأخذ النهج ذاته مثل الكويت والإمارات، كما أجرى وزير الخارجية السعودي زيارة عاجلة لفرنسا ضمن جولته الأوروبية لدعم مصر.
وبعد فوز الرئيس عبدالفتاح السيسي في الانتخابات المصرية 2014، بادر ملك السعودية بتهنئة الشعب المصري والرئيس الجديد، وأرسل برقية أكد فيها أن المساس بأمن مصر هو مساس بالمملكة، كما دعا إلى عقد مؤتمر لأشقاء وأصدقاء مصر للمانحين لمساعدتها في تجاوز أزمتها الاقتصادية.
وشارك ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبدالعزيز في حفل تنصيب الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيسًا لجمهورية مصر العربية.
وفي مساء يوم الجمعة 20 يونيو، وبعد أيام قليلة من تولي السيسي لمنصبه، زار الملك عبدالله بن عبدالعزيز القاهرة، حيث عقد لقاءً مع الرئيس السيسي على متن طائرته، بعد أن منعته ظروفه الصحية من النزول منها، وهو الأمر الذي دل على قوة العلاقة بين البلدين.