في أوضح مؤشر على توظيفها حادثة إعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة، كانت إسرائيل قد دعت الأردن إلى عدم الاكتفاء باستهداف "الدولة الإسلامية"، بل إن عليه توسيع عملياته لتطال كل التنظيمات الجهادية "السنية".
وخلال كلمة له أمس الجمعة في مؤتمر انتخابي في مدينة "بات يام" وسط إسرائيل، شدد وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان على ضرورة أن يقوم الأردن باستهداف كل التنظيمات الجهادية السنية في أرجاء العراق وسوريا، محذرا من أن هذه التنظيمات ستعمد بعد إنجاز أهدافها السياسية داخل العراق وسوريا إلى استهداف إسرائيل والغرب.
وامتدح ليبرمان بشكل خاص "شجاعة" ملك الأردن عبد الله، مشدّدا على أنه يظهر تصميمًا "مثيرًا للإعجاب"، داعيًا الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي إلى دعم الأردن في حربه "العادلة ضد الإرهاب".
ونقل التلفزيون الإسرائيلي الليلة الماضية عن ليبرمان قوله في المؤتمر، إن الأحداث الأخيرة دللت على مدى أهمية استقرار نظام الحكم الحالي في الأردن بما يتعلق يالأمن القومي الإسرائيلي والمصالح الغربية والأمريكية.
وزعم ليبرمان أن الدولة الإسلامية تعتبر مساوية لحركة حماس، مطالبًا العالم بتفهم إسرائيل ودعمها عندما تشن حربها على هذه الحركة.
يذكر أنه سبق لـ ليبرمان أن دعا إلى إلقاء قنبلة ذرية على قطاع غزة، فضلاً عن دعوته لطرد فلسطينيي الـ48، ناهيك عن تشديده على ضرورة فرض السيادة اليهودية على المسجد الأقصى.
وفي السياق ذاته، نقلت قناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة الليلة الماضية عن محافل عسكرية، قولها إن التداعيات الناجمة عن اعدام الطيار الأردني يمكن أن تسهم في تحسين البيئة الاستراتيجية لإسرائيل.
وأوضحت المحافل أن تعاظم وعي المجتمع الدولي بضرورة العمل ضد التنظيمات الجهادية، من شأنه أن يقلص من الجهود والطاقات التي يمكن أن تبذلها إسرائيل مستقبلاً في مواجهتها.
وفي سياق متصل، ذكرت الإذاعة العبرية الجمعة، أن رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اتصل بملك الأردن وأعرب له عن دعمه الكامل لجهود الأردن الهادفة للانتقام من تنظيم "الدولة".
وأشارت الإذاعة إلى أن نتنياهو شدد على أهمية التعاون المشترك بين إسرائيل والأردن في مواجهة الإسلام المتطرف، على اعتبار أن هذا يمثل مصلحة "قومية" للطرفين.
يذكر أن الحرب الأخيرة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد غزة بأوامر من نتنياهو، أسفرت عن استشهاد 2268 فلسطينيا، جلهم قضوا حرقًا بفعل تأثير صواريخ "هيل فاير" الحارقة.