بعد بث تنظيم"داعش" فيديو مصورا يُظهر ذبح 21 مصريا في طرابلس، أكد قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي أن مصر تحتفظ بحق الرد، لافتا إلى إصراره على مواجهة إرهاب داعش، ليجتمع مع مجلس الدفاع الوطني لبحث الأمر.
وعقب الفيديو بساعات شنّ الجيش المصري غارات جوية على مواقع في مدينة "درنة " لـ"معسكرات لتنظيم داعش" -على حد وصف بيان المتحدث العسكري.- بعد ترحيب "حفتر" قائد الانقلاب في ليبيا بالتدخل المصري.
أسفر الهجوم عن مقتل 7 أشخاص بينهم 3 أطفال وامرأتان، وإصابة 17 آخرين جميعهم من المدنيين، مما دفع رئيس حكومة الإنقاذ الوطني بطرابلس -عمر الحاسي- بوصف الغارات المصرية بـ"العدوان الآثم" الذي استهدف المدنيين، واعتبر الحاسي "الإرهاب" الذي قاده سلاح الجو المصري انتهاكا صارخا للسيادة الليبية وخرقا للقوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة.
وأضاف: "العملية المصرية محاولة يائسة من النظام المصري لتصدير أزمته الحقيقية إلى الخارج، وإلهاء الشعب المصري عن المطالبة باستحقاقاته".
تصريحات مصرية- ليبية تشير إلى تصاعد الاحتقان بين الطرفين وطول أمد الصراع، على وقع لهجة من الإعلام المصري بأن مصر قادمة على حرب، والتأكيد على ضرورة دعم الجيش في حربه ضد الإرهاب في المنطقة.
يأتي التدخل العسكري المصري في ليبيا، بعد أيام قليلة من إعلان مصر استعدادها للتدخل العسكري في اليمن في 13 فبراير، وفقا لتقرير نشرته وكالة أسوشتد برس للأنباء.
تعيد تلك التحركات العسكرية المصرية داخل الدول العربية إلى الأذهان، ما فعله الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر في اليمن قبل خمسة عقود، وتزداد المخاوف من تبعات تلك النوعية من الحروب على الجيش المصري.
ففي عام 1964 تدخلت مصر في صراع على السلطة في اليمن بقيادة "ناصر"، إذ تدخل الجيش المصري بـ70 ألف مقاتل لنصرة مشايخ القبائل الذين كانوا على خلاف مع الملك الإمام بدر الذي ورث الحكم من أبيه الذي كان يختلف مع شيوخ القبائل، وكان الموقف المصري يتسق مع موقف الاتحاد السوفيتي تجاه القضية اليمنية، ويشار هنا إلى زيارة رئيس روسيا الأخيرة فلاديمير بوتين إلى القاهرة.
واستمر الصراع لسنوات طويلة تكبد الجيش المصري فيها إلى خسائر كبيرة وضخمة بين صفوفه؛ إذ وصل عدد الضحايا إلى 26 ألف قتيل مصري.
لتكون مصر هي الخاسر الأكبر من هذه الحرب، التي أضعفت الجيش المصري قبيل نكسة 67 التي تعرضت لها مصر من قبل إسرائيل التي استغلت فرصة انشغال مصر بالحروب العربية.