يمتطي حصانه بين آلاف من التابعين لدولة أسسها جده الأكبر جنكيز خان، حيث جمعهم من بعد الشتات في هضبة آسيا الوسطى، يخطط وينظم جيوشه لتحقيق حلم نشر دولته والسيطرة على العالم.
"هولاكو"، قائد لم يعرف يومًا الرحمة، كانت عقيدته الدم والقتل والحرق والدمار، استطاع أن يقتحم بغداد في فبراير عام 1258، وأن ينفث شره وحرائقه فيها، لتكون نصرًا جديدًا في مشواره ونكبة للعرب، فحوَّلها من جنة خضراء إلى رماد، وذبح الخليفة العباسي وولديه.
وبعد أكثر من سبعة قرون، جاء أبوبكر البغدادي، خليفة هولاكو في التدمير والقتل، لتأسيس عصابة أطلق عليها زورًا اسم "الدولة الإسلامية" في نفس الأرض، ليبدأ من حيث انتهى هولاكو، ويعمل جاهدًا مع أتباعه الذين لمَّ شتاتهم من أراضٍ وجنسياتٍ مختلفة.
اختلفت الأزمنة والأسماء والخراب واحد، فـ"هولاكو" و"البغدادي" لم يفكرا سوى في إرهاب أعدائهما بالدمار، لمحو ثقافة شعب عارض فكرهما وعقيدتهما الدموية.
تزامنًا مع الذكرى الـ"757" لسقوط بغداد في يد المغول وتدميرها وقتل أهلها، قرر زعيم إرهاب العصر الحديث "أبوبكر البغدادي" إحياء الذكرى بتدمير متحف الموصل، وهدم رموز لحضارة آشور القديمة.
يذكر أن تنظيم "داعش"، نشر اليوم، مقطع فيديو على موقع التواصل الاجتماعي "يوتيوب"، يوضح تدمير عناصره الآثار الآشورية التاريخية في متحف الموصل شمالي العراق.