نظراته العميقة المعبقة بالحزن، بشرته السمراء وملامحه التي تختلف مع موازين المنتجين السينمائيين، أثارت شغف حاملة نصف بهجة الدنيا "السندريلا"، أدت لعلاقة تشبه الخطين المتعاكسين في الرسم البياني، والتقاطع بينهما حَدث خلال 15 عاما، وفي 5 أعمال فقط، لكنه كان كافيا لتشكيل أهم ثنائي في السينما المصرية.
سعاد حسني وأحمد زكي
بين ليلة وضحاها، وجد الفتى الأسمر "أحمد زكي" الدنيا تتبسم له، حين تم ترشيحه للعب البطل أمام سندريلا الشاشة العربية "سعاد حسني"، لكن مقاييس المنتجين قضت على حلمه في تمثيل دور البطل أمام محبوبته، وقضت على حلمه.
البداية الحقيقية في 1978م، في فيلم "شفيقة ومتولي"، فعلى الرغم من أن دور زكي لم يكن بطولة لكنه أصر على أدائه رغم أن الفيلم ظهر وكأن سعاد حسني هي البطلة الوحيدة، وذلك فقط ليخطف منها بعض النظرات أثناء أداءهما، وقتها رأت بالفعل سعاد الحزن الذي تمكن من شاب في مقتبل عمره، حسب ما قال صديقهم المشترك "صلاح جاهين" في أحد لقاءاته.
"موعد على العشاء"، اللقاء الثاني لزكي مع سعاد، والذي كسر فيه كل "تابوهات" أدوار البطولة في السينما العربية، وأحد أبرز أدوار سعاد الخالدة في التاريخ.
مسلسل "هو وهي" جاء بعد أن أصبح اللقاء بين ممثلين متساويين في النجومية إلى حد كبير، بعد أربع سنوات من موعد على العشاء، يتعرضان من خلاله لكل المتاح من أشكال قصص الحب العاطفية، والزواج والطلاق، يكتشف كل منهما ذلك الحزن المخبوء في روح الآخر، يدرك زكي أن تلك البهجة التي تحملها طلة سعاد حسني ماهي إلا غطاء لمخزون رهيب من الحزن والألم.
"الدرجة الثالثة"، الفيلم الذي أُشيع أنه قتل سعاد بسبب فشله، حيث لم يستمر عرضه سوى بضع أيام فقط، لتدرك بها سعاد حسني أن حياتها السينمائية ودعتها، وبدا فيه أحمد زكي فاقدا للمعة عينه وهو يمثل أمام السندريلا التي طالما حلم بها.
"الراعي والنساء"
لقاء السندريلا الأخير بالفتى الأسمر أمام الكاميرات في فيلم "الراعي والنساء"، لم يحققا النجاح ذاته لأسباب عديدة، لكن عندما رحلت سعاد حسني قال أحمد زكي: "لم أحتمل نبأ وفاة سعاد حسني، إنه صاعقة".