دعا مقاتلو تنظيم داعش مؤيديهم فى جنوب مصر و"ذئابهم المنفردة" إلى تشكيل ولاية إسلامية فى الصعيد، تتبع «داعش»، وتكون بؤرة جديدة لتصدير الإرهاب والتطرف فى مصر، على غرار سيناء.
وطالب أبوإياد المصرى، أحد مقاتلى «داعش»، مَن وصفهم بـ«الذئاب المنفردة»، التابعة للتنظيم، بتشكيل خلايا فى الصعيد، بدلاً من النفير إلى العراق والشام، للانضمام إلى صفوف ما يسمونه «الدولة الإسلامية»، قائلاً عبر أحد المواقع الجهادية التابعة لـ«داعش»: «على المجاهدين الاستعداد للحرب الشرسة التى على وشك أن تشتعل فى مصر، ومنطقة الصعيد مؤهلة لأن تصبح ولاية مهمة، على غرار ولاية سيناء لعدة أسباب، منها الطبيعة الجغرافية والجبلية للمكان، والظهير الصحراوى لمحافظاته التى توفر فكرة الأمان للعناصر الجهادية، وتمثل المكان المناسب لإقامة معسكرات تدريبية بعيداً عن أعين الأمن، كما أن كثرة السلاح وتنوعه فى هذه الأماكن يمثلان عنصراً مهماً للجهاد»، وهناك الطبيعة المحافظة للأهالى التى تتوافق مع الشريعة الإسلامية، بشكل يُسهل من استقطابهم، وأخيراً فإن تحويل الصعيد إلى ولاية تابعة للدولة الإسلامية يخفف الضغط على الإخوة فى سيناء».
وأضح عدد من العناصر الإرهابية، عبر صفحاتهم الإلكترونية، أن السبب وراء اختيار الصعيد كأحد المناطق المؤهلة لتمدد «داعش» يعود إلى الخلفية التاريخية لتلك المنطقة المرتبطة بالعمليات الإرهابية التى نفذتها الجماعة الإسلامية فى المنيا وعدد من محافظات الصعيد، فضلاً عن تفشى الفقر فى بعض مدنها، ما يُسهل من عملية استقطاب المواطنين والسيطرة عليهم.
وكشفت دعوة «المصرى» لمن وصفهم بـ«الذئاب المنفردة»، إلى تشكيل خلايا فى الصعيد بدلاً من النفير إلى العراق والشام عن مدى أهمية معركة السيطرة على مصر من قبَل التنظيم الذى يعتبرها «مفتاح» السيطرة على الشرق الأوسط، كما سبق أن أكد أيمن الظواهرى، زعيم تنظيم القاعدة. ومع اشتعال الأوضاع فى عدد من البلدان العربية، وموقف الجيش المصرى، وتصديه لهذه التنظيمات، أصبحت مصر فى مرمى نيران «التكفيريين» الذين يسعون لتحويلها إلى سوريا أو عراق جديد، وفى سبيل ذلك بدأ «داعش» مخاطبة جمهور معين يعرف أن لديه بذرة تكفيرية لإيجاد موطئ قدم له فى مصر.