يمشي بخطى ثابتة مرتديًا بذته، يغلب على شعره الصبغة البيضاء، يتحدث بكلمات منمقة تعرف مداها وتأثيرها، يخطب في المواطنين بميدان المنشية عن تأميم قناة السويس، وسط فرحة جموع الشعب.
"ناصر 56" الفيلم الذي نجح من خلال الفتى الأسمر استقطاع عدة أشهر من حكم الرئيس جمال عبدالناصر خلال عام 1956 والتى اعتبرها الفيلم أهم وأخطر فترات قيادته لمصر قبل وبعد تأميم قناة السويس باعتباره من أهم إنجازاته السياسية، حيث كانت شركة قناة السويس دولة داخل الدولة.
وعندما سحب البنك الدولى عرضه فجأة بتمويل مشروع بناء السد العالى، أعلن جمال عبدالناصر تأميم القناة فى ميدان المنشية بالإسكندرية فى 26 يوليو عام 1956 مما أدى لحدوث العدوان الثلاثى على مصر، ليعلن جمال عبدالناصر فى خطابه بالجامع الأزهر المقاومة والكفاح للتصدى للأعداء.
يتناول الفيلم ناصر بين وزرائه ومكتبه وخطبه وعلاقاته بأعضاء مجلس قياة الثورة، ثم بوالده، وزوجته، وأولاده الصغار الأربعة.
يخرج من عباءة "ناصر 56" ليواصل رحلته مع زعيم آخر عبر "أيام السادات" مجسدًا حياة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، بطل الحرب والسلام.. كاشفا للشعب المصري والعربي الجانب الإنساني للزعيم الراحل. تبدأ أحداث الفيلم، الذي أنتج عام 2001، من إخراج محمد خان، وسيناريو وحوار أحمد بهجت، حيث يجلس السادات على مكتب الرئيس السابق جمال عبد الناصر ثم يقف متأملا عبر شرفة مسكنه سني حياته على طريقة الفلاش باك، فيسترجع دوره في الحركة الوطنية المناهضة للاحتلال الإنجليزي وتعاونه مع المخابرات الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية الذي قاده إلى السجن، ثم تورطه في مقتل أمين عثمان باشا الذي قاده إلى الفصل من الجيش المصري، ليعمل في عدة مهن وضيعة قبل أن يعود مرة أخرى إلى الجيش لينضم إلى تنظيم الضباط الأحرار الذي قام بثورة 23 يوليو من عام 1952.
وفي نهاية حياته أصر على تقديم قصة حياة العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، فهو كان الأقرب لتجسيد مشوار "حليم"، مر كل من أحمد زكي وعبد الحليم حافظ بمعاناة مع المرض، والذي كان سببا في رحيلهما المبكر وهما في قمة نجاحهما الفني؛ حيث أن "زكي" أصيب بمرض السرطان اللعين في أواخر حياته نتيجة تدخينه الشره للسجائر، ما جعله يدخل معه في صراع مرير بداخل مستشفى "دار الفؤاد" في مدينة السادس من أكتوبر، وأدى في النهاية إلى رحيله في 28 مارس 2005 عن عمر ناهز 56 عاما فقط.
أما عبد الحليم حافظ، فبدأ صراعه مبكرا مع مرض البلهارسيا منذ أن كان طفلا صغيرا نتيجة سباحته مع الأطفال في ترع الشرقية، وكان أول نزيف يواجه حليم في المعدة بسبب البلهارسيا في سنة 1956، ولأن داء البلهارسيا لم يكن له علاج في تلك الفترة، دخل حليم في صولات وجولات معه تمثلت في إجرائه للعديد من العمليات الجراحية، كان آخرها عندما تم نقل دم ملوث له حاملا بفيروس سي في مستشفى في لندن، ما تعذر علاجه، خاصة مع وجود تليف في الكبد، ليرحل حليم عن عالمنا في الـ 30 من مارس سنة 1977 عن عمر 48 عاما فقط. قدم أحمد زكي العديد من الأفلام والأعمال المسرحية، إلا أن الجمهور يتذكره دومًا بأنه من جسد "زعيمين وعندليب".