خطواته ثابتة، واثق من نفسه رغم الشائعات التى تدور حوله، يتحرك بخطى ثابتة هنا وهناك، فهو الرجل الذى لعب دوراً بارزاً فى الحرب على الإرهاب فى إطار التحالف الدولى لمواجهة تنظيم «داعش» الإرهابى باعتباره قائداً للجيش السعودى ووزيراً سابقاً للدفاع. قد يخطئ البعض فيه ويعتقد أنه شقيقه الراحل بسبب قرب الشبه بينهما إلى حد كبير، وهو أحد أهم أركان العائلة المالكة، باعتباره أمير سر الأسرة ورئيس مجلسها ومستشاراً شخصياً لملوك المملكة، يحظى بلقب «السديرى»، وهو الاسم الذى يطلق على الأبناء السبعة لزوجة الملك المؤسس حصة بنت أحمد السديرى.
العاهل السعودى الجديد سلمان بن عبدالعزيز، هو الابن الخامس والعشرين للملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود، ولد عام 1935 بالمملكة العربية السعودية، وتلقى خادم الحرمين الشريفين الجديد تعليمه فى الرياض وختم القرآن كاملاً فى سن العاشرة، وتدرج فى المناصب القيادية فى مملكته إلى أن بات مستشاراً خاصاً لعدد من أشقائه الذين تولوا الحكم سابقاً، حتى وصل هو أخيراً إلى سدة الحكم بإعلان وفاة الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز.
«حكيم الأسرة».. هكذا يطلق المحللون والمراقبون عليه؛ فهو رئيس «مجلس العائلة» الذى استطاع التوفيق بين أشقائه لحل خلافاتهم. وتجمع الأوساط السعودية على أن «سلمان» يعتبر «حكماً ومرجعاً» فى العلاقات بين أشقائه السبعة من والدته «حصة». وعلى مستوى العمل السياسى هو «مؤسس الرياض الحديثة»، حيث ينسب إليه الفضل فى كل ما وصلت إليه مدينة الرياض من تطور خلال فترة ولايته كأمير عليها، قبل أن يتدرج فى المناصب ويتولى منصب ولى العهد خلفاً لشقيقه الراحل الأمير نايف بن عبدالعزيز فى عام 2012.
تدور شكوك حول المشاكل الصحية التى يعانى منها «سلمان»، غير أن الجميع يؤكد أنه أصر على تعزيز موقعه من خلال دوره الخارجى والتركيز على الشئون الداخلية للمملكة السعودية، بينما لا تزال الشائعات تحلق فى أنحاء العالم حول سياساته التى سيتبعها، خاصة أنه يأتى خلفاً لملك حظى باحترام الجميع فى أنحاء العالم كونه إصلاحياً استطاع الحفاظ على بلاده من الانزلاق إلى هاوية الفوضى فى ظل أزمات الربيع العربى، وفى الوقت الذى يؤكد فيه البعض أن «سلمان» سيواصل السياسات التى اتبعها «عبدالله» فى عهده، فإن آخرين يؤكدون أنه من الصعب تحديد ذلك فى الوقت الحالى كون مناصبه السابقة لم تتح له التأثير بشكل مباشر أو التحدث علناً عن مواقفه تجاه قضايا الداخل السعودى مثل النساء والشيعة، والقضايا الخارجية مثل إيران.
على مدار نصف قرن تقريباً، تنقل العاهل السعودى الجديد بين المناصب فى بلاده بشكل دفعه إلى اكتساب خبرة يحسده عليها كل من تعامل معه، بينما حالة الترقب والتركيز تتسلط الآن على الملك الجديد، وسط آمال بالاستمرار فى نهج الملك الراحل الذى أدى إلى الاستقرار فى المملكة.