محمد كمال: لا اختلاف على المتفق عليه في حياة الملك الراحل
شهدت الأسرة الحاكمة في المملكة العربية السعودية، بعض التغيّرات في المناصب القيادية بتولي الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم خلفًا للملك عبدالله بن عبدالعزيز، وصعود الأمير مقرن بن عبدالعزيز ليتولى ولاية العهد، وتعيين الأمير محمد بن نايف وليًا لولي العهد، وتولي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز رئاسة الديوان الملكي، إلى جانب إعفاء خالد بن عبدالعزيز التويجري رئيس الحرس الملكي من منصبه، وتكليف الفريق أول حمد بن محمد العوهلي بالقيام بعمل رئيس الحرس الملكي، وإعفاء حمد بن عبدالعزيز السويلم نائب رئيس ديوان سمو ولي العهد من منصبه، وتعيينه رئيسًا لديوان سمو ولي العهد بمرتبة وزير.
يرى الدكتور عبدالخبير عطا، أستاذ العلوم السياسية بجامعة أسيوط، أن نفوذ "السديريين" داخل الأسرة الحاكمة زاد عقب تولي الملك سلمان الحكم، وذلك لعدة أمور منها: تولي الملك سلمان مقاليد الحكم لأنه ينتمي إلى هذا الفرع، وتعيين ابنه الأمير محمد بن سلمان وزيرًا للدفاع، وتعيين الأمير محمد بن نايف وليًا لولي العهد، وإعفاء خالد بن عبدالعزيز التويجري، رئيس الديوان الملكي والسكرتير الخاص لخادم الحرمين الشريفين من منصبه، والذي كان مقربًا من الأمير مقرن بن عبدالعزيز الذي أصبح وليًا للعهد.
واستبعد "عطا"، في تصريحات خاصة لـ"الوطن"، وجود أزمات داخل الأسرة الحاكمة في الوقت الحالي، مشيرًا إلى احتمالية وجود توترات في الجيل الثاني داخل الأسرة، مؤكدًا أن الملك الراحل وضع ترتيبات لتنظيم الأمور بينهم، ولذلك جرت عملية التنقلات داخل الأسرة بشكل سلس.
ويقول الدكتور محمد كمال، أستاذ العلوم السياسية، إن التطورات الحالية متفق عليها منذ البداية قبل وفاة الملك، حيث وُضِعت أسس واضحة لانتقال السلطة.
وأضاف "كمال" في تصريحات خاصة لـ"الوطن"، أنه من المؤكد في الفترة المقبلة وضع قوانين جديدة في الأسرة لتنظيم انتقال السلطة من الجيل الأول إلى الجيل الثاني، مؤكدًا أن الأمور ستمر بسلام أيضًا.
و"السديريون"، هم أبناء الملك عبدالعزيز آل سعود من زوجته حصة بنت أحمد السديري، وعددهم سبعة، وهم الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود (متوفي)، والأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود (متوفي)، والأمير عبدالرحمن بن عبدالعزيز آل سعود، والأمير تركي الثاني بن عبدالعزيز آل سعود (متوفي)، والأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود (متوفي)، والأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، والأمير أحمد بن عبدالعزيز آل سعود.
وكان الديوان الملكي السعودي، اليوم، أصدر 6 أوامر ملكية، بأمر من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، حيث قرر إعفاء خالد بن عبد العزيز التويجري رئيس الحرس الملكي من منصبه، وكلف الفريق أول حمد بن محمد العوهلي بالقيام بعمل رئيس الحرس الملكي، وعين الفريق الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود رئيسًا للديوان الملكي، ومستشارًا خاصًا لخادم الحرمين الشريفين ووزيراً للدفاع إضافة إلى عمله.
وعين الملك، الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود وليًا لولي العهد، ونائبًا ثانيًا لرئيس مجلس الوزراء وزيرًا للداخلية، وأعفى حمد بن عبدالعزيز السويلم نائب رئيس ديوان سمو ولى العهد من منصبه وعين رئيسًا لديوان سمو ولي العهد بمرتبة وزير، وأمر باستمرار جميع أعضاء مجلس الوزراء الحاليين في مناصبهم وتعيين الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولي العهد نائبًا لرئيس مجلس الوزراء.