لم يلبث المصريون أن يخرجوا من حالة الحداد والحزن والحسرة حتى تتجدد تلك الحالة سريعا، تارة يحزنون على حكيمٍ خسرت الأمة العربية بفقدانه الكثير، وأخرى تنفطر قلوبهم على أبنائهم الذين لم يرتكبوا أي جرم سوى أداء واجبهم بشرف، وفي الأخير غدر يلوح في الأفق، بطله تلك الجماعة الخسيسة التي اعتادت ترميل النساء وتيتيم الأطفال.
23 يناير الماضي، استيقظت مصر على نبأ رحيل خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز، لتعلن بعدها رئاسة الجمهورية حالة الحداد في مصر كلها لمدة 7 أيام كاملة تعبيرا عن مشاركة مصر لكل الأشقاء العرب أحزانهم.
المذبحة التي شهدتها منطقة العريش ليلة 29 يناير، كانت كافية بأن تزيد من حالة الحزن التي لم تنته لدى المصريين، حيث تم إعلان الحداد لـ3 أيام لوفاة 30 من أبناء القوات المسلحة والشرطة المدنية، الذين راحوا ضحية الهجمة الإرهابية الخسيسة التي استهدفت مديرية أمن شمال سيناء.
أسبوعان فقط استراح المصريون خلالهما من حالة الحسرة، قبل أن تنشر جماعة "داعش" الإرهابية مقطع فيديو تعلن فيه إعدام 21 من المصريين الذين تم اختطافهم منذ أيام بليبيا، لتشهد ليلة الأحد 15 فبراير، إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي للحداد 3 أيام على شهداء الوطن، ليصل إجمالي أيام "الحداد" 17 يوما خلال شهر واحد.