"11 يوم"، فترة فصلت حكم القضاء المصري باعتبار حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" إرهابية، والطعن الذي تقدمت به الحكومة المصرية على ذلك الحكم، إلا أن تلك الفترة شهدت تصريحات من جانب قادة "حماس" إزاء مصر لم تتسم كلها بطابع واحد، وتغيرت وفقا لتطور المواقف خلال الأيام العشر الأخيرة.
منذ صدور الحكم باعتبار "حماس" إرهابية في 28 فبراير الماضي، شنت حركة "حماس" هجوما حادا على الحكومة المصرية، حيث اعتبرت الحكم صادما وخطيرًا ويستهدف قوى المقاومة والشعب الفلسطيني، مشيرة أن القرار "قلب للمعادلات ليصبح الاحتلال صديقًا والشعب الفلسطيني عدوًا"، بل أن مشير المصري، القيادي بحركة "حماس"، توعد الجيش المصري بالويل حال ما فكر في استهداف أي مواقع للحركة في قطاع غزة، الذي تسيطر عليه الحركة منذ أكثر من 10 سنوات.
تصريحات "حماس" تجاه مصر شهدت نوعا من الهدوء، بعد زيارة وفد حركة "الجهاد الإسلامي" للقاهرة في 2 مارس الماضي، وبحث سبل حل الأزمة بين الجانب المصري وحركة "حماس"، حيث تناقلت وكالات الأنباء تصريحات على لسان رئيس الدائرة السياسية لحركة "حماس" بقطاع غزة، جمال عيسى، تؤكد أن هناك جملة من الاتصالات المكثفة والجهود الإقليمية بغرض ترميم العلاقة مع مصر، يضاف إلى ذلك ما قاله عضو المكتب السياسى لحركة حماس الدكتور محمود الزهار، مشيدا بخطوة فتح معبر "رفح" البري من جانب السلطات المصرية أمس، معتبرا أن هذه "خطوة مقدرة".
وعقب لحظات من الإعلان عن طعن هيئة قضايا الدولة التي تمثل الحكومة المصرية في المحاكم على حكم أصدرته محكمة الأمور المستعجلة بالقاهرة، باعتبار حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" جماعة إرهابية، صدر بيان من الحركة ذاتها يرحب بالقرار ويثمنه، معتبرا أن هناك خطأ قد ارتكب بشأن القضية الفلسطينية، آملا أن تؤدي هذه الخطوة إلى تصحيحه، مؤكدا أن ذلك القرار سيؤدي بالتأكيد إلى تطوير العلاقات لصالح الشعبين المصري والفلسطيني.