حذَّر منها الرئيس عبدالفتاح السيسي في خطابه اليوم للشعب المصري، وكثر الحديث عنها على لسان الخبراء والمحللين، فأصبحت هي السمة الأساسية للعصر الحالي.. إنها "حروب الجيل الرابع".
"ميليشيات غير نظامية ومنتشرة بأماكن كثيرة، تواجه دولة نظامية لها جيش"، هذا هو التعريف الأبرز لـ"حروب الجيل الرابع"، حيث أرجع البعض بدايات هذا "الجيل الرابع" إلى قدرة الفيتناميين على هزيمة القوات الأمريكية في السبعينيات، وهزيمة الاتحاد السوفييتي على يد المجاهدين الأفغان في أواخر الثمانينيات.
وتُستخدم في هذه الحروب أيضًا "القوى الناعمة" إلى جانب "قوى السلاح"، فهناك وسائل الإعلام والقنوات التي تخدم تلك التنظيمات والميليشيات، أو الدولة التي تواجه الميليشيات، وتعمل هذه الوسائل على إنهاك الخصم والتآكل البطيء له، وتشتيت الرأي العام حتى يتمكن الطرف التابع للوسيلة الإعلامية من تحقيق أهدافه وتحطيم الخصم تمامًا.
"الحرب بالإكراه، إفشال الدولة، زعزعة استقرار الدولة ثم فرض واقع جديد يراعي المصالح الأمريكية"، تعريف آخر لحروب الجيل الرابع وضعه البروفيسور الأمريكي "ماكس مايوراينك"، في معهد الأمن القومي الإسرائيلي.
ووضع المحللون الاستراتيجيون والعسكريون تعريفات لأجيال الحروب، كالتالي:
1- حرب الجيل الأول: هي الحرب التقليدية بين دولتين لجيشين نظاميين، ويعرفها الخبير العسكري والكاتب الأمريكي ويليام ليند، بأنها حروب الحقبة من 1648 حتى 1860 حيث عرفت بالحروب التقليدية (بالإنجليزية: Conventional War) بين جيوش نظامية وأرض معارك محددة ومواجهة مباشرة بين دول.
2- حرب الجيل الثاني: يعرفها البعض بحرب العصابات (بالإنجليزية: Guerilla War) والتي كانت تدور في دول أمريكا اللاتينية، ويعرفها الخبير الأمريكي ويليام ليند، بـ"الحرب الشبيهة بالجيل الأول من الحروب التقليدية"، وظهرت وتطورت بواسطة الجيش الفرنسي قبل وبعد الحرب العالمية الأولى، حيث تم استخدام النيران والدبابات والطائرات بين العصابات والأطراف المتنازعة.
3- حرب الجيل الثالث: يعرفه البعض بالحروب الوقائية أو الاستباقية (بالإنجليزية: Preventive War) كالحرب على العراق مثلاً، ويعرفها الخبير الأمريكي ويليام ليند ويوصفها بأنها طوُرَت على يد الألمان في الحرب العالمية الثانية، وسميت بحرب المناورات وتميزت بالمرونة والسرعة في الحركة واستخدم فيها عنصر المفاجأة وأيضاً الحرب وراء خطوط العدو.
4- حرب الجيل الرابع: اتفق الخبراء العسكريون بأن حرب الجيل الرابع هي حرب أمريكية بحتة طُورت على يد الجيش الأمريكي وعرفوها بـ"الحرب اللا متماثلة" (بالإنجليزية: Asymmetric Warfare) حيث وجد الجيش الأمريكي نفسه يحارب "لا دولة" بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، بمعنى آخر محاربة تنظيمات منتشرة حول العالم، وهذه التنظيمات محترفة وتملك إمكانيات ممتازة ولها خلايا خفية تنشط لضرب مصالح الدول الأخرى الحيوية كالمرافق الاقتصادية وخطوط المواصلات لمحاولة إضعافها أمام الرأي العام الداخلي بحجة إرغامها على الانسحاب من التدخل في مناطق نفوذها، ومثال على هذه التنظيمات: القاعدة، حزب الله، جماعة الإخوان، تنظيم "داعش".