اشتبك جنود فى الجيش اليمنى بدعم من مقاتلين من اللجان الشعبية، موالين للرئيس اليمنى عبدربه منصور هادى، مع مسلحين حوثيين، أمس، فى محافظة «لحج»، ومنعوهم من التوجه إلى مدينة «عدن» جنوب اليمن حيث مقر الرئيس، تزامناً مع اقتراب الجماعة من مضيق «باب المندب» الاستراتيجى، وقالت مصادر فى اللجان الشعبية لوكالة أنباء «رويترز»، إن «العديد من الحوثيين قتلوا، كما دمرت 3 من مركباتهم»، وقال مسئول يمنى إن «اللجان الشعبية الجنوبية ووحدات الجيش أحبطت محاولة تسلل إلى عدن، قامت بها قوافل مسلحة تقل مسلحين حوثيين فى منطقة الصبيحة بمحافظة لحج»، الواقعة على بعد 100 كيلومتر تقريباً شمال عدن، وأرسلت جماعة الحوثيين نحو 500 مسلح إلى «تعز»، أمس، لتعزيز سيطرة الجماعة على ثالث أكبر مدينة فى البلاد.
من جهته، قال وكيل محافظ عدن نائف البكرى، لوكالة «أسوشيتدبرس»، إن «ثمة مخاوف شديدة من مؤامرات تحاك كى تلقى عدن نفس مصير صنعاء»، فى إشارة إلى سيطرة جماعة «أنصار الله» الحوثيين على العاصمة، وأضاف: «الرئيس اليمنى السابق على عبدالله صالح والحوثيون يرغبون فى بسط سيطرتهم برياً وبحرياً». وقالت «أسوشيتدبرس» إنه «من المتوقع أن تتعرض عدن للهجوم، سواء من قبل صالح، الذى تحالف مع الحوثيين، أو من جانب مسلحى تنظيم القاعدة». وقالت وكالة أنباء «فرانس برس» إن «مضيق باب المندب الاستراتيجى يمر به جزء لا يستهان به من الملاحة الدولية، بات فى متناول المسلحين الحوثيين الذين يتقدمون فى جنوب غرب اليمن». ويقع المضيق قرب مدينة «تعز»، ويكفى بالنسبة للحوثيين أن يتقدموا قليلاً نحو الغرب ليصبحوا على الساحل المطل على المضيق، وقالت مصادر أمنية، أمس الأول، إن «تشكيلات من المسلحين الحوثيين كانت فى طريقها إلى ميناء المخاء، على بعد 80 كيلومتراً غرب تعز، وهى مطلة بشكل مباشر على مضيق باب المندب».
وفى اتصال لـ«الوطن»، قال القيادى بحزب «الإصلاح» اليمنى زيد الشامى إن «محاولات الحوثيين الوصول إلى عدن والسيطرة عليها يعنى أن اليمن ستدخل حرباً أهلية»، وحول اقتراب الحوثيين من «باب المندب» وإمكانية تدخل مصرى خليجى، قال «الشامى»: «القرار الفعلى فى يد الولايات المتحدة الأمريكية، فهى التى تمسك بخيوط اللعبة، وأعتقد أن موقفها يدفع اليمن إلى مزيد من الاقتتال والفوضى واللاحل، لأنها منشغلة فقط بإطار التفاوض مع إيران حول البرنامج النووى، ويمكن أن تفعل كل شىء لأجل ذلك».