جاء الرد الإيراني سريعًا على عملية "عاصفة الحزم" التي أطلقتها السعودية في اليمن ضد التمدد الحوثي، حيث تفاوت موقف طهران بين الإدانة اللفظية وبين اتهام السعودية بإشعال فتيل حرب في المنطقة.
ووصف محمد جواد ظريف، وزير الخارجية الإيراني، الغارات التي نفذتها السعودية في اليمن ضد المتمردين الحوثيين، بأنها خطوة خطيرة.
وأكد ظريف أن عملية "عاصفة الحزم" التي شنَّتها المقاتلات السعودية على اليمن ستؤدي إلى مزيد من القتلى وسوف تسبب مزيدًا من التوترات في المنطقة ولن تفيد أي بلد.
ويرجع المركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية الرفض الإيراني لعملية "عاصفة الحزم" العسكرية إلى أسباب عديدة خاصة بالجهود التي تبذلها إيران لدعم حضورها الإقليمي في المنطقة، وخاصة بعد تزايد احتمالات توقيع إيران على صفقة نووية مع الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس أمن الأمم المتحدة، وهي الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين بالإضافة إلى ألمانيا، حول أزمة ملفها النووي في الفترة القليلة المقبلة.
وترصد "الوطن" أسباب الرفض الإيراني لعملية "عاصفة الحزم" العسكرية التي قامت بها 9 دول عربية بقيادة السعودية، بالإضافة إلى باكستان، ضد مواقع الحوثيين في اليمن.
السبب الأول: يتعلق بتزايد احتمالات انحسار قوة الحوثيين وفقدانهم للمكاسب السياسية التي حققوها بعد سيطرتهم على العاصمة صنعاء حيث اعتبرت إيران أن سيطرة الحوثيين على مقاليد السلطة تدريجيًا في اليمن، من شأنها تعزيز موقعها وحضورها الإقليمي في المنطقة.
السبب الثاني: يتمثل في أن تراجع دور الحوثيين في اليمن في الوقت الحالي يقلل بشكل كبير من الجهود التي تبذلها طهران لفرض مزيد من الضغوط على السعودية تحديدًا، في ظل التباين المتصاعد بين الطرفين حول التعامل مع العديد من الملفات الإقليمية الرئيسية.
السبب الثالث: يتضح في تزايد مخاوف إيران من احتمال أن تشكل عملية "عاصفة الحزم" بداية لتكوين حشد إقليمي، بدعم دولي، لمواجهة دورها الإقليمي الذي تسعى إلى دعمه، في إطار تزايد احتمالات إبرام اتفاق نووي مع الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس أمن الأمم المتحدة، وتكتسب مخاوف إيران وجاهة خاصة في ضوء عاملين.
ومن هنا ربما تتجه إيران، كنوع من الرد على العمليات العسكرية الأخيرة، إلى رفع مستوى دعمها للحوثيين، إذ يمكن أن تتجه إلى تدريب وإرسال متطوعين للمشاركة في المواجهات العسكرية داخل اليمن إلى جانب الحوثيين، على غرار ما فعلت في سوريا والعراق.
